الإنسانُ أعلى مما ينتجهُ..!
- قناة الكاتب عماد الدين زناف
- 17 nov. 2021
- 2 min de lecture
الإنسان أعلى مما يُنتج! [ أنت معنيٌّ يا ابنَ الغد ]
مُذ أن طوّر الانسان الكتابة والتأريخ، ترك شهاداته الحضارية في كل عصر ومصر، وعلى حواف كا حضارة، بقايا سطّرت العصور التي سبقتها، سوف نعمل على تصنيف العصور التي سبقت عصرنا الحالي، وهي كالتالي:
العصر الحجري
عصر الحجر المصقول
عصر الحجر المنحوت
عصر الطهي
العصر البرونزي
العصر الحديدي
عصر الكربون / الشاربون ١
عصر الكربون / البترول والغاز ٢
عصر المعرفة [عصرنا الحالي].
في الصورة، رسمة رمزية للقديس أوغوستين البوني [عنابة حالياً]، وهو يدعسُ على الكتب، ويشير إلى النور حيث يتلقى المعرفة مباشرة منه. صورةٌ قد يتم تفسيرها بعدة تفسيرات سطحية، لكن في الحقيقة، هذه الصورة تمثل عملية تسمى
« ناولني المزيد من المعرفة»، أما عن رمزية دعسه على الكتب، فليس ذلك احتقاراً للعلم، بل ندهو يشير إلى أن ذلك العلم.. من صنيعة الانسان! والانسان أعلى مما يصنعه.
الكثير من الناس لا يعرف أن إلى غاية 1840م، لم يكن هناك حذاء مُخصّص بما يلائم الرجل اليمنى، والرجل اليسرى، أي إن الزوجُ متطابق تماما في الحجم والشكل.
إذا طَلب منك مصلح الأحذية بأن تُصلح قدمك، أن تزيد أو تُنقص من حجمها، كي تتأقلم مع مقاس الحذاء..فسوف تعلم مباشره بأنه ضحية صناعته، وليس سيّداً لها. كيف لا، ومهمته إصلاح الحذاء، لا تغييرُ حجم قدمك.
مثلما هو من المنطقي بأن نقول أن الحذاء من يتأقلم وشكل القدم، وليس العكس، فعلى المعرفة أن تتأقلم وتطور الانسان وتطور عقله وتفكيره، ولا نُخضع الإنسان للمنطق المعرفي الذي صنعه هو بنفسه، فهذا مصادرة على المطلوب بطريقة ساذجة.
إذا كان الإنسان هو من صنع المدارس و الجامعات، ورسم منظومه خاصة للتعليم، وقرّر ما هو واجب أن يعرفه الطفل والمراهق والبالغ، فمن غير المعقول أن يحصر نفسه في قانونه، عليه أن يبحث عن تغييرها لتتلائم مع الطبيعة.
يقول إيلون موسك، مدير شركه تيسلا واكس سبايس؛ شهادتك لا تساوي شيئا.
وهو محق تماما إذا أخذناها من الجانب الفكري والفلسفي، لأن تلك الشهادة صناعة إنسانية، وعندما يصنع الانسان شيئا فهو يتجاوزه تماما في الثانية التي تأتي وراء تلك الصناعة. الإنسان باحث مستمر عن المعرفة، أما إذا تكلمنا عن الشهادة الاجتماعية، فهي تمثل معرفه ذلك الشخص بالإنسان السابق، أكثر من أقرانه، فقط لا غير.
إذا صنع الانسان حذاءً لكي يلبسه، وظهر له عمليا بأن ذلك الحذاء أكبر أو أصغر بكثير من قدمه، فعليه أن يصنع حذاء آخر، لا أن يرغم قدمه على التأقلم مع ما هو مستحيل.
كذلك الحال في موضوع الدول، إذا فُرض نظامٌ فلسفي واقتصادي على دولة وشعب ما، وهم غير مهيئين حضارياً للعمل به، فليس على الدولة والشعب التأقلم مع هذاالنظام الفلسفي الاقتصادي، بل على تلك الدولة والشعب صناعة نظام فلسفي اقتصادي يتماشى وحضارة وتوجه ومفهوم وعمق ذلك الشعب، فلكل فكرهُ السياسي والاتصادي، ولكل دولة حدودها المعرفية، وحدود تطبيقها للمعرفة.
كل الكوارث التي تمر عليها البلدان، تأتي جراء فرض منطق انساني منتهي الصلاحية، أو، هو لا يصلح في تلك البيئة، أو غير ملائم في ظروف معينة من الزمن.
الانسان أعلى من الأهرامات، وأعلى من الإمبراطورية الرومانية، وأعلى من برج بابل، والحدائق المعلقة، وصور الصين العظيم.
علينا أن نعلم بأن كل ما صنعه الانسان يتجاوزه في آنه، يمكنكم العودة الى مقال تأثير بانيستر، لمعرفة ان ما يعيق الانسان هو مفهومه و نظرته على صناعه الانسان نفسه، وان الانسان اذا تعالى وتجاوز صناعة الانسان، فلن يتوقف على التطور وعلى السباحة في هذا العالم اللامتناهي.
أنصحكم بكتاب Libérez votre cerveau لـ Idriss Aberkane
العلم من صنع الانسان ...
أبدعت أستاذنا 🎩💕