top of page
Rechercher

هل نحن مستعدون للكمّ؟ (لا)

  • Photo du rédacteur: قناة الكاتب عماد الدين زناف
    قناة الكاتب عماد الدين زناف
  • 4 févr.
  • 2 min de lecture

هل نحن مستعدون للكمّ؟ (لا)

مقال علمي فلسفي.


تعتمد الحَوْسبة الكمّية على مبادئ ميكانيكا الكم، وهي علم يخالف فهمنا التقليدي لاستعمال الكمبيوتر، وذلك من خلال السماح للجسيمات بأن تكون في حالات متعددة في نفس الوقت والتفاعل آنياً رغم المسافة بينها!


على عكس الحواسيب التقليدية التي تستخدم وحدات

البت (0 أو 1)، تعتمد الحواسيب الكمّية على وحدات الكيوبت، التي يمكن أن تكون 0 و1 في آنٍ واحد! بفضل خاصية التراكب الكمّي، وعند دمج هذه الخاصية مع التشابك الكمّي، يصبح من الممكن تنفيذ حسابات متوازية بسرعة غير مسبوقة.


لتمثيل هذا، تخيل شخصا يخل معادلة بيده اليمنى، ومعادلة أخرى بيده اليسرى، وعيناه تقوم يحساب معادلة ثالثة، في نفس الوقت.


والمثال الواضح على هذه القوة هو البحث في قواعد البيانا، فبينما يحتاج الحاسوب التقليدي إلى فحص كل إدخال واحدًا تلو الآخر، يمكن للحاسوب الكمّي، باستخدام خوارزميات متخصصة مثل خوارزمية جروفر، استكشاف عدد هائل من الاحتمالات بشكل متوازٍ وتعزيز فرصة العثور على الإجابة الصحيحة في وقت أقل بكثير.


هذه القدرة الفائقة تتجاوز تمامًا الفهم التقليدي المبني على المنطق الثنائي، بل هي تخترق الفهم التقليدي لعمل العقل، لذلك، فإن العقل لن يجاري هذا، وسيصبح الإنسان مجبرا على وضع ثقته الكاملة في النتائج الآلية، لأنه لن يلحق زمنيا لفهم كل شيء، الحاسوب الكمي سيبقى متقدمات بسنوات طويلة، حتى وأنت معه في نفس الغرفة.


إن هذا التطور، الذي وضعت أسسه، لكن العالم لا يزال غير مستعدا له, يثير تساؤلاً..


- كيف سنتمكن نحن البشر -كما أسلفت- من إدراك وفهم هذه الإمكانيات الجديدة؟-


لن يكون الحاسوب الكمّي أداة يمكن التعامل معها بسهولة كما هو الحال مع الحواسيب التقليدية، بل سيعمل كصندوق أسود يقدم نتائج دون أن نتمكن دائمًا من استيعاب كيفية الوصول إليها، ودون أن نتمكز من طلب الشرح والتفسير.


ستصبح أنظمة التشفير الحالية عديمة الجدوى، لأن الحواسيب الكمّية ستتمكن من فك الشفرات الأمنية في وقت قياسي، مما سيغير جذريًا مفاهيم الأمن السيبراني كذلك.. ومن جهة أخرى، فإن التقدم في مجالات مثل التنبؤ بالطقس، والكيمياء، والذكاء الاصطناعي سيكون ثوريًا وبوتيرة قد تكون أسرع مما نستطيع استيعابه، لذلك كل المؤشرات تفضي إلى أنه سيصبح أقوى من اببشر ويستقل عنهم، ليس لأن به جن أو روح، بل لأن البشر صنع طاقة أكبر من حجمه بكثير، صنع شيئا لا يفهمه.


الخطر الأول يكمن في ضحالة عقل البشر في ذلك الزمن، فكلما ازدادت قوة التكنولوجيا واستقلاليتها، قلّ احتياجنا للتفكير الذاتي.. وإذا أصبحنا نعتمد كليًا على هذه الآلات في اتخاذ القرارات وحل المشكلات المعقدة، فقد نصبح أقل قدرة على الفهم والتفكير النقدي، بل وسنصبح أكثر غباء من أي فترة زمنية سابقة، هل يعقل أن نصبح أغبياء في فترة يتم اختراع فيها أكبر تكنولوجيا منذ خلق الأرض؟ نعم.


إذا كنا اليوم، مع استعمالنا لشات جيبيتي وبعض المواقع والتطبيقات، أصبحنا أقل كفاءة للفهم والحفظ والتركيز.. فما الذي سيحل بنا عندما سنصل لزمن لا نضطر ليه حتى للمشي أو الكلام مع الآخر؟ فهل سنصبح معاقين لقلة استعمال بعض الأطراف والأعضاء؟ هل ستنقرض بعض المصطلحات بفعل انقراض بعض الأفعال؟ هل سيتغير شكلنا الفيزيولوجي بسبب التخلي عن كثير من الحركات؟ ..


لكن أهم شيء الآن، مستعجل جدا، هو أن نعرف ما إذا حل هشام كوك قضيته الشخصية، وإذا ما كان أستعمال الانترنت في مؤسساتنا شيئا مهما.


 
 
 

Posts récents

Voir tout
الفينيقيون.. حصان الطروادة الثقافي

الفينيقيّون.. حصان الطروادة الثقافي مقال عماد الدين زناف. بعد قراءة هذا المقال، سيتمكن القارئ من فكّ الارتباط بين النسب على أساس العِرق...

 
 
 

Comments


عماد الدين زناف Imed Eddine Zenaf

©2021 par Imed Eddine zenaf. Créé avec Wix.com

  • Blogger Icône sociale
  • Facebook
  • YouTube
  • Instagram
bottom of page